ما هو انفصال المشيمة أثناء الحمل؟ أسبابه وأعراضه وطرق الوقاية

ما هو انفصال المشيمة أثناء الحمل؟ أسبابه وأعراضه وطرق الوقاية

نساء وولادة

المشيمة هي عضو يتطور أثناء الحمل يلتصق بالرحم من الداخل، من أجل تزويد الجنين بالمغذيات والأكسجين، وعادةً ما تنفصل المشيمة قبل الولادة مباشرةً، ولكن ماذا يحدث في حالة انفصال المشيمة في وقت مبكر عن موعد الولادة؟ تعد هذه الحالة من المشكلات التي قد تحدث في أثناء الحمل، وتزيد من خطر ولادة جنين ميت أو الولادة المبكرة، وحرصًا منا على التوعية بمشكلات الحمل من أجل تجنبها نخبركم بالمزيد عن هذه الحالة وأسبابها وأهم الأعراض المصاحلة لها وكيفية التصرف في حالة مواجهة علامات تشير إلى انفصال المشيمة. 

ما هو انفصال المشيمة؟  

تنمو المشيمة في الرحم أثناء الحمل، لترسل المغذيات والأكسجين منكِ إلى طفلكِ، وتساعد على التخلص من الفضلات المتراكمة في دمه. وهي متصلة بجدار الرحم، ويتصل بها طفلكِ بواسطة الحبل السري. في حالة انفصال المشيمة، تنفصل المشيمة عن الرحم جزئيًا أو كليًا مبكرًا جدًا، قبل أن يكون طفلكِ مستعدًا للولادة. يمكن أن يسبب الانفصال نزيفًا خطيرًا ويحرم طفلكِ من الأكسجين والمغذيات الأخرى، ما يزيد من خطر ولادة جنين ميت أو الولادة المبكرة. كما يمكن أن يسبب انفصال المشيمة فقدان الدم، ما يهدد حياة الأم. 

انفصال المشيمة هو حالة قد تحدث فجأة في أي مرحلة من الحمل بدءًا من الأسبوع العشرين، إلا أن حالة واحدة تقريبًا من كل حالتين من حالات انفصال المشيمة تحدث بعد الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل. 

 أنواع انفصال المشيمة   

مع أن انفصال المشيمة نادر، فإنه حالة طبية طارئة، لأن طفلكِ يعتمد على المشيمة في بقائه على قيد الحياة. 

يحدث انفصال المشيمة في حوالي 1% من حالات الحمل، وعادةً يحدث في الثلث الثالث من الحمل، ولكن قد يُلاحظ في أي وقت بعد الأسبوع العشرين من الحمل وحتى نهاية فترة الحمل. 

 تُوجد ثلاثة أنواع رئيسية من انفصال المشيمة: 

الانفصال المشيمة الجزئي: عندما لا تنفصل المشيمة تمامًا عن جدار الرحم ويبقى جزء متصل بها. 

انفصال المشيمة الكامل: عندما تنفصل المشيمة تمامًا عن جدار الرحم. 

انفصال المشيمة الخفي: يكون نزيف المهبل المرئي قليلًا أو معدومًا في حالات انفصال المشيمة المخفي، لأن الدم يكون محصورًا بين المشيمة وجدار الرحم. 

أسباب وعوامل خطر انفصال المشيمة 

عادةً ما يكون سبب انفصال المشيمة غير معروف. في الحمل الطبيعي، تبقى المشيمة ملتصقة بقوة بالجدار الداخلي للرحم حتى ولادة الطفل. في بعض حالات انفصال المشيمة، قد تُسبب صدمة، مثل السقوط أو ضربة قوية على البطن، انفصال المشيمة مُبكرًا. قد يحدث هذا بسبب حادث سيارة أو سقوط أو عنف جسدي.  

تشمل عوامل الخطر التي قد تزيد من احتمالية انفصال المشيمة ما يلي: 

  • انفصال المشيمة في حمل سابق. 
  • تمزق كيس الماء قبل الأسبوع 37 من الحمل. 
  • الحمل بتوأم. 
  • التدخين أو تعاطي المخدرات. 
  •  ارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل. 
  •  التهاب في الرحم. 
  •  العمر فوق 35 عامًا. 
  • تقدم سن الأم عن 35 عامًا. 
  •  اضطرابات تخثر الدم. 
  •  وجود ندبات أو ورم ليفي رحمي في مكان التصاق المشيمة بجدار الرحم. 
  • الإصابة بالربو أو التعرض لتلوث الهواء. 
  •  وجود مشكلات في الرحم أو الحبل السري أو وجود عدوى في الرحم. 

أعراض انفصال المشيمة 

إذا كنتِ حاملاً وتعانين من انفصال المشيمة، فقد تلاحظين أنتِ أو طبيبكِ علامة تحذيرية واحدة أو أكثر مما يلي: 

  • نزيف يتراوح بين الخفيف والمتوسط وقد يكون شديدًا، مثل تدفق الدم أو خروج جلطة دموية. 
  •  زيادة معدل ضربات قلب الجنين. 
  •  ألم، بما في ذلك ألم الظهر وألم مفاجئ أو شديد في البطن. 
  •  قلة حركة الجنين. 
  •  علامات المخاض المبكر وتشمل الانقباضات المنتظمة وآلامًا في أسفل الظهر أو البطن. 
  •  ألم أو تصلب الرحم.  
  • أعراض الهبوط الحاد في الدورة الدموية: الشعور بالدوخة أو الإغماء الوشيك، الارتباك أو القلق أو الضعف العام، الغثيان أو التقيؤ، والتنفس السريع. 

الجدير بالذكر أنه لا تشير كمية النزيف أو تكرر حدوثه إلى مدى شدة انفصال المشيمة. ووفقًا للإحصاءات فإن حوالي 20% من المصابات بانفصال المشيمة لا يعانين من أي نزيف مهبلي على الإطلاق (في هذه الحالات، يعلق الدم بين المشيمة وجدار الرحم). 

 لذا، من الضروري إبلاغ طبيبكِ فورًا إذا ظهرت عليكِ أي من الأعراض المذكورة، وخاصةً النزيف المهبلي، أيًا كان نوعه، خلال الثلث الثالث من الحمل. 

 مضاعفات انفصال المشيمة على الأم والجنين  

انفصال المشيمة نادر، لكن مضاعفاته الخطيرة قد تُهدد حياتك وحياة طفلك، لأن طفلكِ يعتمد على المشيمة للبقاء على قيد الحياة. إذا انفصلت المشيمة مبكرًا جدًا، فهناك احتمال ولادة جنين ميت.  

تشمل المضاعفات الشائعة لانفصال المشيمة على الأم ما يلي: 

  •  فقدان الدم - قد تحتاجين إلى نقل دم. 
  •  ولادات قيصرية مستقبلية - إذا خضعتِ لعملية قيصرية طارئة، فقد تحتاجين إلى ولادة قيصرية لأي ولادات لاحقة. 
  •  استئصال الرحم - إذا كنتِ تعانين من نزيف حاد، فقد يُزيل الأطباء الرحم. 
  •  وفاة الأم (يُمثل انفصال المشيمة حوالي 1% إلى 5% من وفيات الأمهات). 

مضاعفات انفصال المشيمة على الطفل 

  • انخفاض وزن الطفل عند الولادة - قد يكون حجمه صغيرًا إذا لم يحصل على ما يكفي من العناصر الغذائية. 
  • وفاة الطفل في أول 28 يومًا من حياته. 
  • نقص تدفق الدم أو الأكسجين إلى الطفل في أثناء الولادة، ما قد يُلحق الضرر بدماغه. 
  • وفاة الطفل أثناء الولادة. 
  • ولادة طفل خديج (مولود قبل 37 أسبوعًا من الحمل) والحاجة لإيداعه حضانة. 
  • وفاة الطفل قبل الولادة. 

افحصي الآن واطمئني على صحتك تواصلي معنا الآن واحجزي استشارتك بسهولة من خلال مركز الاندلسيه لصحه المرأه

كيفية تشخيص انفصال المشيمة 

قد يكون تشخيص انفصال المشيمة صعبًا. سيطرح طبيبكِ أسئلة حول أعراضكِ، ويُجري فحصًا بدنيًا شاملًا، وبعض الفحوص الأخرى والتي تشمل: 

  • فحص الموجات فوق الصوتية (السونار)، مع ذلك لا يستطيع الأطباء رؤية معظم حالات انفصال المشيمة في الموجات فوق الصوتية. 
  • الأشعة المقطعية: قد يُجري طبيبكِ هذا الفحص إذا كنتِ تعانين من إصابة في بطنكِ. 
  • مراقبة قلب الجنين باستخدام جهاز تخطيط قلب الجنين (CTG) للتحقق من الانقباضات وتقييم الحالة العامة لطفلكِ. 
  • صورة الدم الكاملة للتحقق من مستويات الهيموجلوبين وفصيلة الدم، في حال احتجتِ إلى نقل دم. 

طرق علاج انفصال المشيمة  

انفصال المشيمة حالة طبية طارئة تتطلب تقييمًا وعلاجًا عاجلين. إذا انفصلت المشيمة لديكِ تمامًا، فلا يوجد ما يمكن لطبيبكِ فعله لإعادة ربطها. في معظم الحالات، ستحتاجين إلى عملية قيصرية طارئة لولادة طفلكِ بأمان.  

في الحالات التي تنفصل فيها المشيمة جزئيًا عن الرحم وتعانين من أعراض خفيفة فقط، قد يُوصي طبيبكِ بالمراقبة الدقيقة في المستشفى خاصةً إذا كنتِ حاملًا قبل الأسبوع السابع والثلاثين. في هذه الحالات، قد يزول النزيف من تلقاء نفسه.  

 سيأخذ طبيبكِ في الاعتبار عدة عوامل عند تحديد خيارات العلاج، مثل حالتكِ، وكمية النزيف، ومعدل ضربات قلب طفلكِ، وعمر الحمل. 

 قد يعتمد علاجكِ أيضًا على شدة الانفصال، وتأثيره على طفلكِ، ومدى اقتراب موعد ولادتكِ.  

قد يقترح طبيبكِ ما يلي: 

  •  الراحة في الفراش - الحد من النشاط البدني لتقليل النزيف واحتمالية انفصال المشيمة الكامل. 
  •  نقل الدم - إذا فقدتِ الكثير من الدم، فقد تحتاجين إلى نقل دم. 
  •  المراقبة الدقيقة - إذا رأى طبيبكِ أن استمرار الحمل آمن بما يكفي، فسيتم فحصكِ أنتِ وطفلكِ بشكل متكرر. 
  • دواء الكورتيكوستيرويد - إذا لم تكوني في موعد ولادتك، يمكن للأطباء وصف هذا الدواء لتسريع نمو رئتي طفلك. هذا يقلل من خطر تعرض طفلك لصعوبات في التنفس. 
  • الولادة القيصرية الطارئة - في بعض حالات انفصال المشيمة، قد يحتاج طفلك إلى الولادة السريعة. 
  • استئصال الرحم - في حالات النزيف الشديد الذي لا يمكن السيطرة عليه، قد يحتاج طبيبك إلى استئصال الرحم بعد ولادة طفلك باستخدام إجراء يسمى استئصال الرحم. 
  • دواء لوقف المخاض - إذا تسبب الانفصال في مخاض مبكر، ولكن موعد ولادتك بعيد، فقد يعطيكِ أدوية لوقف المخاض. 

 الوقاية وتقليل خطر الإصابة بانفصال المشيمة 

بعض عوامل خطر انفصال المشيمة خارجة عن السيطرة، ولكن، يمكن للحوامل اتخاذ خطوات لتقليل خطر الإصابة، وتجنب مضاعفات انفصال المشيمة، والتمتع بحمل صحي، ومنها: 

  •  الفحوص الدورية: تتيح المتابعة الطبية الدورية للأطباء فحص صحة الأم والطفل، ما يساعد على اكتشاف مشكلات مثل ارتفاع ضغط الدم مبكرًا، ويقلل احتمالية الإصابة بانفصال المشيمة. 
  •  مراقبة ضغط الدم: من الضروري التحكم في ضغط الدم. يجب على النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم المزمن أو الحملي المتابعة مع الطبيب لتقليل خطر المضاعفات.  
  • تعديلات نمط الحياة: من الضروري تجنب التدخين والكحول في أثناء الحمل. 
  • نظام غذائي صحي: اتباع نظام غذائي متوازن غني بالعناصر الغذائية أمر أساسي للحفاظ على صحة الجنين والحمل. من المهم الحصول على ما يكفي من الفيتامينات والمعادن، وخاصة حمض الفوليك، للوقاية من مشكلات الحمل. 
  • الحفاظ على وزن صحي: تزيد السمنة أو نقص الوزن من مخاطر مضاعفات انفصال المشيمة. يمكن أن يقلل تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة باعتدال من هذه المخاطر. 
  • السيطرة على السكري: يجب على النساء المصابات بسكري الحمل ضبط مستوى السكر في الدم تحت إشراف طبي، وإلا، يزداد خطر انفصال المشيمة. 
  • علاج تشوهات المشيمة: تزيد مشكلات المشيمة، مثل المشيمة المنزاحة والمشيمة الملتصقة، من خطر انفصال المشيمة. لذلك، من المهم اكتشافها ومعالجتها في مرحلة مبكرة من الحمل. 
  • تجنب الصدمات: يمكن أن تزيد حوادث السيارات أو السقوط من خطر انفصال المشيمة. لذلك، من المهم اتخاذ الاحتياطات اللازمة. على سبيل المثال، ارتداء حزام الأمان بشكل صحيح وتوخَّ الحذر في أثناء صعود الدرج. 
  • تجنب مسببات التوتر: يمكن أن يؤدي التوتر الشديد أو القلق إلى مضاعفات الحمل، مثل انفصال المشيمة. للتعامل بشكل أفضل، جربي تقنيات الاسترخاء واليوغا قبل الولادة.  

متى يجب التوجه للطوارئ؟ 

انفصال المشيمة حالة طارئة ومهددة للحياة، لذا من المهم التوجه للطوارئ عند ملاحظة أي من أعراض انفصال المشيمة السابق ذكرها، أو في حالة عدم شعور الحامل أنها ليست على ما يرام وعدم الاعتماد على حدوث نزيف فكما ذكرنا بعض حالات انفصال المشيمة قد لا تكون مصحوبة بنزيف. 

في نهاية المقال فإن انفصال المشيمة من الحالات الخطيرة التي يجب الانتباه لها، وتعد المتابعة الطبية هي أساس الوقاية من أي مضاعفات في الحمل، لأنها تساعد على اكتشاف أي مشكلة في وقت مبكر ما يساعد على علاجها دون تفاقم الحالة. احرصي على أخذ فيتاميناتك وعمل الفحوص الدورية حتى يمر حملك بسلام.  

الأسئلة الشائعة

  • متى تتكون المشيمة أثناء الحمل؟

  • هل يمكن أن تتحرك المشيمة أو يتغير مكانها أثناء الحمل؟

  • هل وجود مشاكل في المشيمة يؤثر على الجنين؟

مشاركة المقال