ما هي الخصوبة عند النساء؟ الأسباب، الأعراض، وطرق تعزيز فرص الحمل طبيعيًا
نتحدث اليوم في هذا المقال عن الخصوبة عند النساء والتي تعد أحد المؤشرات الحيوية لصحة الجهاز التناسلي، وتشكل عاملًا أساسيًا في قدرة المرأة على الإنجاب. تتأثر الخصوبة بعدة عوامل تشمل التوازن الهرموني، وصحة المبيضين، وانتظام الدورة الشهرية، ونمط الحياة بشكل عام وغيرها مما سيأتي تباعاً في المقال. فمع تزايد الوعي الصحي، أصبح من الضروري فهم الأسباب التي يمكن أن تؤثر سلبًا أو إيجاباً على خصوبة المرأة، كما سنوضح أهمية الكشف المبكر والتعامل السليم مع أي اضطرابات قد تعيق الحمل، فتابعوا معنا.
ماهي الخصوبة عند النساء
مفهوم الخصوبة لا يعني فقط القدرة على الحمل، بل تشمل أيضًا القدرة على الحفاظ على الحمل حتى الولادة.
تعرف الخصوبة عند النساء على أنها قدرة المرأة البيولوجية على الإنجاب، والتي تعني إمكانية حدوث الحمل بشكل طبيعي نتيجة اتحاد البويضة مع الحيوان المنوي وتكوين جنين، تعتمد الخصوبة على عمل منسق بين عدة أعضاء وأجهزة داخل الجسم متمثلة في:
- المبايض التي تُنتج البويضات كل شهر.
- الهرمونات مثل البروجستيرون و الإستروجين ، التي تنظم الدورة الشهرية والتبويض.
- قناتي فالوب حيث يتم التقاء البويضة مع الحيوان المنوي.
- الرحم مكان انغراس الجنين ونموه.

أسباب ضعف الخصوبة عند النساء
تعددت أسباب ضعف الخصوبة عند السيدات ، والتي يمكن أن يكون منها الهرموني أو العضوية أو المتعلقة بنمط الحياة، وغيرها مثل:
- متلازمة تكيس المبايض.
- ضعف أو انسداد قناتي فالوب.
- مشكلات في بطانة الرحم مثل بطانة الرحم المهاجرة.
- التقدم العمر وتحديداً بعد سن 35 بسبب انخفاض جودة وعدد البويضات.
- اضطرابات الغدة الدرقية.
- ارتفاع هرمون الحليب البرولاكتين.
- التوتر النفسي.
- السمنة المفرطة.
- النحافة الشديدة.
- نمط الحياة غير الصحي متمثل في قلة النوم، والتدخين، الكافيين الزائد، أو سوء التغذية.
كيف تحدث الخصوبة وما علاقتها بالتبويض والدورة الشهرية
يعد التبويض أساس الخصوبة عند السيدات، وهو جزء من الدورة الشهرية، فدون تبويض لا تحدث خصوبة ولا حمل.
انتظام الدورة الشهرية عادة ما يدل على أن التبويض يحدث بشكل طبيعي.
تعني الخصوبة قدرة المرأة على الإنجاب، وتعتمد بشكل رئيسي على وجود:
- بويضة ناضجة تخرج من المبيض.
- قناة فالوب سليمة لتنتقل من خلالها البويضة.
- رحم مستعد لاستقبال الجنين.
- توازن هرموني طبيعي لتنظيم هذه العمليات.
أما عن علاقة الخصوبة بـ التبويض والدورة الشهرية؟
تعرف الدورة الشهرية على أنها سلسلة من التغيرات الهرمونية تحدث كل شهر لتحضير جسم المرأة للحمل تكون عادة من 28 إلى 35 يومًا، وتنقسم إلى مراحل:
- التبويض وهو الجزء الأهم في الدورة الشهرية من ناحية الخصوبة، إذ يحدث عادة في منتصف الدورة اليوم 14 في دورة 28 يومًا، فخلال التبويض، يطلق أحد المبيضين بويضة ناضجة تبقى صالحة للتخصيب لمدة 12 إلى 24 ساعة.
- نافذة الخصوبة التي تبدأ من حوالي 5 أيام قبل التبويض وحتى يوم التبويض نفسه، لأن الحيوان المنوي يمكنه البقاء حيًّا داخل جسم المرأة حتى 5 أيام.
العوامل التي تؤثر على خصوبة المرأة
نتعرف إلى أهم أسباب ضعف الخصوبة عند النساء أو العوامل المتعلقة بخصوبة المرأة والتي تنقسم إلى عدة أقسام نتعرف عليها تفصيلياً في النقاط التالية:
- العمر: يعد أهم عامل مؤثر على الخصوبة إذ تبلغ ذروتها في أوائل العشرينات وتبدأ بالانخفاض التدريجي بعد سن 30، أما الانخفاض الحاد يتم بعد سن 35 بسبب قلة جودة وعدد البويضات.
- الدورة الشهرية والإباضة: يعد انتظام الدورة الشهرية مؤشراً على إباضة منتظمة، أما عن اضطرابات التبويض مثل متلازمة تكيس المبايض تؤثر سلبًا على الخصوبة.
- الوزن سواءً السمنة أو النحافة المفرطة: تؤثر السمنة على توازن الهرمونات وتزيد من خطر الإصابة بتكيس المبايض، كما أن النحافة المفرطة تؤدي إلى توقف الإباضة أو عدم انتظام الدورة.
- الاضطرابات الهرمونية: أي خلل في هرمونات الغدة الدرقية أو ارتفاع هرمون البرولاكتين.
- مشكلات في الرحم أو قناتي فالوب: مثل بطانة الرحم المهاجرة وغيرها من الأمراض الأخرى.
- الأمراض المنقولة جنسيًا: بعض العدوى مثل الكلاميديا أو السيلان قد تؤدي إلى التهابات حوضية تؤثر على الخصوبة.
- عادات حياتية خاطئة: مثل التدخين الذي يقلل من جودة البويضات، والتوتر المزمن قد يؤثر على الإباضة، كما تؤثر قلة النوم أو اضطرابه في انتظام الهرمونات.
- العوامل الوراثية: بعض النساء قد يرثن مشكلات في الإباضة أو انقطاع مبكر للدورة الشهرية.
- الأدوية والعلاجات الطبية: مثل العلاج الكيماوي أو الإشعاعي أو بعض أدوية الاكتئاب أو الضغط أو العلاجات الهرمونية قد تؤثر على الخصوبة.
- التعرض للمواد السامة: مثل المبيدات الحشرية، المعادن الثقيلة، أو المواد الكيميائية الصناعية.
أعراض أو علامات ضعف الخصوبة
تكمن أعراض ضعف الخصوبة عند المرأة في بعض الأحيان في عدة علامات، إليكم أبرزها:
- عدم انتظام الدورة الشهرية مثل الغياب أو تأخر الدورة لفترات طويلة أو حتى دورات شهرية غير منتظمة من حيث الطول أو النزيف.
- غياب الإباضة مثل حالات متلازمة تكيس المبايض أو اضطرابات هرمونية.
- دورات مؤلمة أو نزيف شديد أثناء الدورة.
- آلام في الحوض أو في أثناء الجماع.
- التهابات متكررة في الحوض أو أمراض في الجهاز التناسلي.
- مشكلات هرمونية أخرى مثل زيادة الشعر في الجسم، حب شباب مزمن.
- تاريخ صحي يؤثر على الخصوبة مثل جراحات في الحوض أو الرحم.
الفحوصات والتحاليل الطبية لتشخيص الخصوبة
يلجأ الطبيب لعدة فحوصات وتحاليل والتي تساهم في تقييم الخصوبة عند النساء، مثل:
التحاليل الهرمونية:
- FSH و LH لتقييم التبويض.
- AMH لتقدير مخزون المبيض.
- هرمون الحليب والمعروف طبياً بالبرولاكتين.
- هرمونات الغدة الدرقية (TSH، T4).
الفحوص التصويرية:
- التصوير بالموجات فوق الصوتية للكشف عن شكل المبايض، الرحم، وعدد البويضات.
- أشعة الصبغة على الرحم وقناتي فالوب لتحديد وجود انسداد أو مشكلة في الأنابيب.
- تحاليل إضافية حسب الحالة مثل فحص الإباضة أو فحوص مناعية.
افحصي الآن واطمئني على صحتك تواصلي معنا الآن واحجزي استشارتك بسهولة من خلال مركز الاندلسيه لصحه المرأه
متى يجب زيارة الطبيب؟
يمكن استشارة طبيب النساء والتوليد بخصوص الخصوبة في الحالات التالية:
- بعد عام من المحاولة دون حمل: إذا كان عمركِ أقل من 35 عامًا وتمارسون العلاقة دون وسيلة منع حمل لمدة 12 شهرًا دون حدوث حمل، يُنصح بمراجعة طبيب خصوبة. أما بعد سن 35، فيُفضل زيارة الطبيب بعد 6 أشهر فقط من المحاولة.
وبعد سن 40، يُعد الحمل أكثر خطورة ويُنصح بالبدء مع مختص فورًا. - تكرار الإجهاض: حدوث إجهاض مرتين أو أكثر يستدعي فحصًا دقيقًا لمعرفة السبب، فقد تكون هناك مشكلة في الكروموسومات أو بطانة الرحم أو اضطرابات أخرى يمكن علاجها.
- مشكلات لدى الزوج: إذا كان الزوج يعاني صعوبة في الانتصاب أو الحفاظ عليه، يُنصح بزيارة طبيب ذكورة أو أخصائي خصوبة للرجال.
- اضطرابات الدورة الشهرية: غياب الدورة، عدم انتظامها، أو نزيف غزير قد يشير إلى مشاكل في التبويض أو الهرمونات أو وجود أورام ليفية بالرحم، ويجب تقييم الحالة لدى الطبيب.
- الإصابة السابقة بالأمراض المنقولة جنسيًا: بعض العدوى قد تسبب التهابات أو انسداد قناتي فالوب لدى النساء، أو تؤثر على جودة وعدد الحيوانات المنوية لدى الرجال، مما يقلل فرص الحمل.
- وجود أمراض مزمنة: أمراض مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، الغدة الدرقية، أمراض الكلى أو القلب، أو تاريخ علاج كيميائي، كلها قد تؤثر على الخصوبة ويجب التعامل معها تحت إشراف طبيب مختص.
نصائح للحفاظ على الخصوبة وصحة الجهاز التناسلي
نقدم بين أيديكم دليلاً شاملاً للحفاظ على الخصوبة وصحة الجهاز التناسلي مثل:
- الحفاظ على وزن صحي بعيداً عن الوزن الزائد أو النقصان المفرط .
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الابتعاد عن التدخين والكحول.
- تقليل التوتر والإجهاد وممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، اليوغا.
- النوم الكافي والمنتظم من 7إلى 8 ساعات يومياً.
- المتابعة الطبية الدورية المنتظمة للكشف المبكر عن أي اضطرابات أو التهابات.
- ممارسة الجنس بانتظام خلال فترة الإباضة مما يزيد فرص الحمل.
- الابتعاد عن المواد السامة كالكيميائية الصناعية والمبيدات الحشرية.
- علاج أي مشكلات صحية مثل السكري، أو اضطرابات الغدة الدرقية.
- الاهتمام بالنظافة الشخصية مع تجنب استخدام مواد كيميائية أو معطرة في منطقة الأعضاء التناسلية.
- ارتداء ملابس داخلية قطنية لتقليل الرطوبة والالتهابات.
تقنيات المساعدة على الإنجاب
تعرف التقنيات المساعدة على الإنجاب على أنها حلول طبية تساعد الأزواج الذين يواجهون صعوبة في الحمل طبيعيًا، لتحسين فرص الحمل بناءً على سبب العقم.
1. التلقيح الصناعي :
تُحقن فيه الحيوانات المنوية المُعالجة مباشرة داخل رحم المرأة خلال فترة الإباضة، ويستخدم في حالات ضعف حركة الحيوانات المنوية أو أسباب بسيطة في العقم.
2. الإخصاب في المختبر أو ما يسمى الحقن المجهري:
يتم خلاله جمع بويضات المرأة وتخصيبها بالحيوانات المنوية خارج الجسم في المختبر، وبعد التخصيب، تُزرع الأجنة في رحم المرأة، يستخدم لحالات العقم الأكثر تعقيدًا مثل انسداد قناتي فالوب أو ضعف جودة البويضات أو الحيوانات المنوية.
3. حقن الحيوانات المنوية داخل البويضة (طفل الأنابيب):
يعد نوعاً من أنواع الحقن المجهري إذ يتم حقن حيوان منوي واحد مباشرة داخل البويضة، يستخدم هذا الإجراء في حالات الضعف الشديد في جودة أو عدد الحيوانات المنوية.
4. تجميد البويضات أو الأجنة:
للحفاظ على الخصوبة قبل العلاجات التي قد تؤثر عليها مثل العلاج الكيميائي.
طرق تعزيز وتحسين الخصوبة طبيعيًا
قد تساعد بعض العادات اليومية والغذائية على تعزيز أهم الطرق الطبيعية الهامة لتعزيز وتحسين الخصوبة عند المرأة ودعم فرص الحمل بشكل صحي وآمن، مثل:
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن متمثلاً في تناول الفواكه، الخضراوات وغيرها.
- تجنب السكريات الزائدة والأطعمة المصنعة.
- زيادة الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن المهمة للخصوبة مثل الحديد، الزنك، وحمض الفوليك.
- الحفاظ على الوزن المثالي الذي يدعم توازن الهرمونات ويساعد على انتظام الإباضة.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام 3-4 مرات أسبوعيًا .
- شرب كمية كافية من الماء.
- مراقبة دورة الطمث ومعرفة أيام الإباضة.
في نهاية هذا المقال، فالخصوبة عند النساء ليست مسألة بسيطة كما يبدوا ، بل هي انعكاس لحالة صحية متكاملة تشمل جميع الجوانب الجسدية والهرمونية وحتى النفسية، مع تقدم الطب أصبح من الممكن تشخيص أغلب أسباب ضعف الخصوبة وعلاجها بطرق فعالة، بناء عليه، فإن الاهتمام بالصحة الإنجابية منذ وقت مبكر، واتباع نمط حياة صحي، يُحدثان فرقًا كبيرًا في تعزيز فرص الحمل وتحقيق حلم الأمومة بشكل آمن وسليم.

الأسئلة الشائعة
هل تؤثر الحالة النفسية والضغط العصبي على خصوبة المرأة؟
هل السمنة أو النحافة الشديدة تقلل فرص الحمل؟
مشاركة المقال